recent
أخبار ساخنة

القولون العصبي: الأسباب، الأعراض، والتشخيص والعلاج

محمد
الصفحة الرئيسية
أسباب القولون العصبي

القولون العصبي: الأسباب، الأعراض، والتشخيص والعلاج


    القولون العصبي هو اضطراب هضمي شائع يؤثر على الأمعاء الغليظة، ويتسبب في أعراض مزعجة تؤثر على نوعية حياة المريض، يطلق عليه أحيانًا "المعوي العصبي" أو "متلازمة القولون العصبي" (IBS)، وهو اضطراب مزمن يتسبب في تفاعلات غير طبيعية في الأمعاء، نتيجةً لعدة عوامل جسمية ونفسية.
 وفي هذا المقال، سنتناول بحول الله تعالى الأسباب المحتملة لهذا المرض وكذا الأعراض التي يسببها، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة.

1.معنى القولون العصبي؟

    القولون العصبي هو حالة تؤثر على حركة الأمعاء ووظائفها، ما يؤدي إلى تغيرات في نمط البراز والشعور بعدم الراحة في منطقة البطن، كما يتسبب هذا الاضطراب في ظهور مجموعة من الأعراض مثل ألم البطن، الانتفاخ، الإمساك، أو الإسهال وغيرها من الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، وتجدر الإشارة إلى أن القولون العصبي لا يسبب ضررًا دائمًا للجهاز الهضمي، ولا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الأمعاء أو السرطان، ولكنه قد يسبب معاناة شديدة للمريض إذا لم يتم التحكم به بشكل جيد.

2. أسباب القولون العصبي:

    إن السبب الرئيس والدقيق للقولون العصبي غير معروف، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تطوير هذه الحالة، ومنها:

أ. العوامل النفسية:

    فالضغط النفسي والقلق يُعتبران من العوامل الرئيسية التي تساهم في تطور القولون العصبي، بحيث يؤثر التوتر النفسي على وظيفة الجهاز الهضمي من خلال التأثير على حركة الأمعاء، وزيادة الحساسية في الأعصاب المعوية، وعليه فالأشخاص الذين يعانون من القلق المستمر أو الاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي من غيرهم.

ب. اختلال التوازن العصبي المعوي:

    يعتبر الجهاز العصبي المعوي (المعروف بـ"دماغ الأمعاء") شبكة معقدة من الأعصاب التي تتحكم في وظائف الأمعاء، ولذلك نجد اختلالا في توازن عمل الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، مما يسبب زيادة في الحساسية أو زيادة في حركة الأمعاء بشكل غير طبيعي.

ج. العوامل الغذائية:

    يؤدي الطعام دورًا كبيرًا في تطور مرض القولون العصبي بشكل كبير لأن بعض الأطعمة تسهم في تحفيز أعراضه، مثل الأطعمة الدهنية،  والمشروبات الغازية، والكافيين. كما أنه في بعض الحالات التي تزداد فيها الأعراض بسبب عدم تحمل المريض لبعض الأطعمة مثل اللاكتوز أو الجلوتين.

د. اضطراب في حركة الأمعاء:

    يسبب  القولون العصبي، اختلالا كبيرا في توازن الأمعاء وحركتها حيث تتسارع حركتها أحيانا فتسبب إسهالا، أو تتباطأ فتسبب إمساكا، وهذا الخلل ناتج عن تفاعل معقد بين الأعصاب في الجهاز الهضمي والهرمونات، وفي كلا الحالتين يشعر الشخص بعدم الراحة، كما يشعر بالقلق والتوتر.

هـ. العدوى المعوية السابقة:

    تشير بعض الدراسات إلى أن العدوى المعوية قد تلعب دورًا في كبيرا أيضا في تحفيز القولون العصبي، ولذلك يكون الأشخاص الذين يعانون من التهاب معوي سابق أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بعد شفائهم.

3. أعراض القولون العصبي:

    للقولون العصبي أعراض كثيرة إلا أن هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر ومن هذه الأعراض ما يلي:

أ. ألم البطن:

يعتبر الألم أو التقلصات في منطقة البطن أحد الأعراض الأكثر شيوعًا للقولون العصبي وغالبًا ما يترافق الألم مع تغيرات في حركة الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك كما تمت الإشارة إلى ذلك  وعادةً ما يخف الألم بعد التبرز.

ب. الانتفاخ:

الانتفاخ والشعور بالامتلاء في البطن من الأعراض المزعجة الأخرى للقولون العصبي بحيث يشعر المريض وكأن معدته متورمة أو ممتلئة بالغازات، كما ينتج عن هذا أيضا إصدار أصوات مزعجة تصدر من الأمعاء.

ج. الإمساك والإسهال:

    تتغير حركة الأمعاء بشكل ملحوظ في حالات القولون العصبي حيث يعاني بعض المرضى  من الإمساك المزمن، بينما يعاني آخرون من الإسهال، وتوجد أيضًا حالة أخرى تسمى القولون العصبي المختلط، حيث يعاني المريض من التبدل بين الإمساك والإسهال.

د. التعب والقلق:

    يمكن أن يشعر المريض بالقولون العصبي بالتعب المستمر والقلق نتيجة عدم شعوره  بالراحة الجسدية والنفسية.

هـ. الغثيان:

    يعاني بعض مرضى القولون العصبي من الغثيان، خاصةً بعد تناول الطعام والسبب في ذلك هو الإحساس بعدم الراحة في منطقة البطن.

4. تشخيص القولون العصبي:

    ليس هناك اختبار محدد لتشخيص القولون العصبي، ولكن يعتمد التشخيص على الأعراض السريرية وتاريخ المريض الطبي، كما يجب أن يكون الطبيب قادرًا على استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة التي قد تسبب الأعراض نفسها، مثل التهاب الأمعاء أو السرطان.

    هذا وتستند عملية التشخيص إلى المعايير التالية: وجود ألم بطن متكرر (لا يقل عن 3 أيام في الشهر لمدة 3 أشهر على الأقل).
وجود تغيير في حركة الأمعاء (إسهال، إمساك، أو تغييرات بينهما).
تغييرات في مظهر البراز أو تكرار الحاجة للتبرز.
    كما يطلب الطبيب أيضًا بعض الفحوصات المخبرية، مثل تحليل البراز أو الفحوصات لتحديد وجود أي عدوى أو اضطرابات غذائية.

5. علاج القولون العصبي:

    لا يمكن الجزم بوجود علاج نهائي للقولون العصبي، ولكن هناك العديد من الطرق التي تساعد في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة، وهذه الطرق متنوعة تشمل ما يلي: 

أ. تعديل نمط التغدية:

    تعد التعديلات الغذائية أساسية في التعافي من مرض القولون العصبي، ومن المهم تجنب الأطعمة التي تحفز أعراضه مثل الأطعمة الدهنية، والأطعمة الغنية بالألياف، والحليب (في حالة حساسية اللاكتوز)، والمشروبات الغازية، كما يوصي الأطباء أيضًا بتقليل استهلاك الكافيين والشوكولاتة.

ب. الأدوية:

كثيرة هي الأدوية التي تستخدم لتخفيف أعراض القولون العصبي مثل:
  • الأدوية المضادة للإسهال: كاللوبيراميد لتخفيف الإسهال.
  • الأدوية المسكنة للألم: مثل مسكنات الألم الخفيفة التي تحتوي على مضادات التشنج.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: في حالات القولون العصبي المرتبط بالقلق أو الاكتئاب.
  • الأدوية المنشطة للأمعاء: في حالة الإمساك المزمن.

ج. العلاج النفسي:

    نظرًا لكون التوتر النفسي يعتبر من أهم العوامل المؤثرة بشكل كبير على القولون العصبي، فقد يُوصى بالعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق لتقليل التوتر.

د. التمارين الرياضية:

    لا يخفى ما لممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أهمية في تحسين صحة الأمعاء، وتقليل التوتر، وتخفيف بعض أعراض القولون العصبي مثل الإمساك.

6. الخاتمة:

    وخلاصة القول فإن القولون العصبي هو اضطراب هضمي مزمن يتسبب في أعراض مزعجة تؤثر على حياة المريض به، وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير واضحة، إلا أن العديد من العوامل النفسية، العصبية، والبيئية تلعب دورًا كبيرًا في تطور حالته وأعراضه، ومن خلال التشخيص الدقيق، والتعديلات الغذائية، والعلاج النفسي والطبي، يمكن إدارة هذه الأعراض بشكل فعال وتحسين الحياة، ففي أي وقت رأيت أنك تشعر بأي من الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي، فمن المهم استشارة طبيب مختص للحصول على التشخيص المناسب والعلاج الفعال بحول الله تعالى.
google-playkhamsatmostaqltradent