بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد انتشر بين الناس خطأ شائع، وهو قولهم بأن الإنسان إذا أردنا أن ندعوا عله بالجنة فلا يجب أن نقول جعل الله مثواه الجنة، بزعمهم أن المثوى كلمة خاصة بالمصير الأخير في جهنم، وهذا خطأ كبير.
وللأسف الشديد كثير من الناس ينشرون هذا الكلام دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتثبت من هذا الأمر.
والصحيح أنه يجوز استعمال اللفظين معا، سواء في الجنة أو في النار، لأن القرآن الكريم استعملها في كلا الموضعين، ويفيد ذلك أن المأوى والمثوى يراد بهما المصير، والنزل والمرتفق، وليس كل واحد منهما خاص بالجنة أو النار.
قال الله عز وجل (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
وقال أيضا: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد)
وبهذا نعلم أن القرآن استعمل المأوى في الجنة كما استعملها في النار، مما يدل على أن معناها المصير والنزل.