أضرار العادة السرية وخطورتها على على صحة الإنسان
العادة السرية هي سلوك جنسي شائع يمارسه الكثير من الأفراد في مختلف أنحاء العالم. ورغم أنها قد تكون سلوكًا طبيعيًا لدى البعض، إلا أن لها أضرارًا قد تؤثر على الصحة النفسية والجسدية إذا ما تم الإفراط في ممارستها.
وفي هذا المقال، سنحاول أن نسلط الضوء على أضرار العادة السرية على المدى القصير والطويل، بالإضافة إلى آثارها على العلاقات الاجتماعية والنفسية.
1. الأضرار الجسدية:
تتعدد الأضرار الجسدية التي قد تنجم عن ممارسة العادة السرية بشكل مفرط، ومن أبرز هذه الأضرار:
أ. التعب الجسدي:
إن الممارسة المفرطة للعادة السرية قد تؤدي إلى شعور الشخص بالتعب والإرهاق البدني. فبعد ممارسة العادة، يمكن أن يشعر الشخص بتراجع في مستويات الطاقة، مما يؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
ب. آلام في الأعضاء التناسلية:
يمكن أن تؤدي العادة السرية إلى آلام في الأعضاء التناسلية نتيجة الإفراط في التحفيز، ما قد يؤدي إلى تهيج الجلد أو التهاب الأنسجة، وفي بعض الحالات النادرة قد يشعر الفرد بألم أثناء التبول أو التبرز بسبب الالتهابات الناتجة عن هذه الممارسات.
ج. ضعف الانتصاب أو سرعة القذف:
لا شك أن هناك علاقة بين الإفراط في ممارسة العادة السرية وظهور بعض المشاكل الجنسية مثل ضعف الانتصاب أو سرعة القذف، وذلك يعود إلى كون الدماغ يتكيف مع هذه الممارسة ويعتمد على مستوى تحفيز معين، مما قد يجعل من الصعب الاستجابة للأوضاع الجنسية الحقيقية.
2. الأضرار النفسية:
فالأضرار النفسية الناتجة عن العادة السرية ليست أقل أهمية من الأضرار الجسدية، وقد تكون أكثر تأثيرًا على المدى الطويل، ومن أهم هذه الأضرار ما يلي:
أ. الشعور بالذنب:
غالبًا ما يعاني من يمارسون العادة السرية من شعور بالذنب، خاصة وهم يعلمون بأن الدين الإسلامي يحرم هذا الأمر الذي يجعلهم بعد ممارستها يشعرون بالذنب حيال ما يقومون به، وهذا ما يؤدي إلى القلق والاكتئاب في بعض الحالات، مما يؤثر على الصحة النفسية للفرد.
ب. الإدمان النفسي:
فالإفراط في العادة السرية يجعلها تتحول إلى سلوك إدماني، حيث يصبح الشخص غير قادر على التوقف عن ممارستها رغم تأثيراتها السلبية، وهذا الإدمان يمكن أن يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي والابتعاد عن الأنشطة الأخرى، مما يعزز الشعور بالعزلة والقلق.
ج. التأثير على العلاقات العاطفية:
يؤدي الإفراط في ممارسة العادة السرية قد يؤثر انعكاسات سلبية على العلاقات العاطفية والجنسية، لأن الشخص عندما يصبح مهوسا بها يكون عاجزا عن الاستمتاع بالعلاقة الجنسية مع شريك حياته، هذا الأمر يؤدي في الغالب إلى تدهور العلاقة الزوجية، مما قد يتسبب لا قدر الله في التفكير في الانفصال.
3. الأضرار الاجتماعية:
إلى جانب ما ذكرناه من التأثيرات النفسية والجسدية، قد تؤدي العادة السرية أيضا إلى مشكلات اجتماعية تؤثر على الفرد وعلاقاته بالآخرين، ومن هذه الاضرار على سبيل المثال:
أ. العزلة الاجتماعية:
يمكن أن يساهم الإفراط في ممارسة العادة السرية في انسحاب الفرد من النشاطات الاجتماعية والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، بحيث يصبح منطويا على نفسه ولا تكون له الرغبة في مشاركة الآخرين، وهذا الانسحاب الاجتماعي قد ينتج عن الشعور بالحرج أو القلق من اكتشاف الآخرين لهذه العادة القبيحة.
ب. التركيز المفرط على الذات:
الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية بشكل مفرط قد يصبحون أكثر تركيزًا على احتياجاتهم الجنسية الخاصة، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي وهذا التركيز المفرط على الذات يضعف بشكل مباشر القدرة على إقامة علاقات صحية ومتوازنة مع الناس.
4. الأضرار العقلية والمعرفية:
إن ممارسة العادة السرية باستمرار له تأثير بالغ على الدماغ ووظائفه المعرفية ومن هذه الأضرار.
أ. التشتت الذهني:
قد يؤدي الإفراط في ممارسة العادة السرية إلى تشتت ذهني وصعوبة في التركيز على الأنشطة اليومية مثل الدراسة أو العمل وهذا التشتت ناتج عن تأثير العادة السرية على نظام المكافأة في الدماغ، حيث يعمد الشخص إلى البحث المستمر عن المحفزات الجنسية مما يجعل ذهنه مشتتا غالب أوقاته.
ب. ضعف الذاكرة والانتباه:
من الأضرار الخطيرة التي تؤدي إليها ممارسة العادة السرية باستمرار تراجع في بعض الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والانتباه، وذلك لكون ممارستها على وظائف الدماغ، وهذا التأثير ناتج عن تغيرات في مستويات الدوبامين في الدماغ، وهو المسؤول عن الشعور بالمتعة والتحفيز.
5. كيفية الحد من أضرار العادة السرية:
من أجل تقليل الأضرار المرتبطة بالعادة السرية، يجب اتباع بعض الخطوات التي تعزز من الصحة النفسية والجسدية للفرد ومن أهمها ما يلي:
أ. الوعي والإدراك:
فأول خطوة هي الاعتراف بالأضرار المحتملة لهذه العادة، فمن الواجب على من يمارس العادة السرية أن يعي وعيا تاما بالتأثيرات السلبية لها مما سيجعلها لا محالة يفكر في التقليل منها والبحث عن كل السبل التي تبعده عنها بشكل كلي.
ب. البحث عن الأنشطة البديلة:
بدلاً من ممارسة العادة السرية، وإشغال النفس بها طيلة الوقت، يمكن أن يلتفت الشخص إلى الأنشطة البديلة التي تشغله عنها والتي تحسن أيضا من حالته النفسية والجسدية، مثل ممارسة الرياضة، وقراءة الكتب النافعة، ومصاحبة الأخيار، أو تطوير الهوايات.
ج. الاستشارة النفسية:
إذا كانت العادة السرية لدى الشخص قد تحولت إلى مشكلة إدمان، فقد يكون من المفيد استشارة مختص في الصحة النفسية أو معالج جنسي للمساعدة في التعامل مع هذا السلوك بطريقة صحية.
د. الإقبال على الزواج متى سمحت بذلك الفرصة:
وخير معين على التخلص من هذا الفعل القبيح هو الإقبال على الزواج، لأنه الوسيلة الوحيد لتحصين النفس وتحقيق العفة، فقد أرشدنا دين الإسلام الحنيف إلى المبادرة للزواج لمن هو قادر عليه.
6. الخاتمة:
نخلص في النهاية إلى أن للعادة السرية آثارا سلبية كبيرة على صحة الإنسان النفسة، والاجتماعية، والجنسية كذلك، مما يحتم على كل شخص يمارسها أن يبحث عن الطرق المساعدة على التخلص منها في أقرب وقت ممكن قبل أن يدمر حياته وما قدمناه في هذا المقال من حلول ما هي إلا أمثلة ليست على سبيل الحصر، سائلين الله تعالى أن يرزقنا الإحصان والعفاف وأن يتجاوز عنا خطايانا إنه سميع مجيب.
كما أننا لم نناقش الأمر من منظور شرعي للحكم عليها، وإنما اقتصرنا على ما لها من أضرار على الصحة، والخلاصة أن شرعنا الحنيف يحثنا على الحفاظ على صحتنا وعدم تعريضها للخطر، وكل شيء يؤدي إلى الإضرار بالنفس سواء عاجلا أم آجلا فلا يجوز الإقبال عليه. قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين}. سورة البقرة، الآية: 194.